للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

وجدت بخط المولى شيخ الإسلام ما لفظه: سانحة فكرت بعض الليالي في حديث: "المتحابون في الله على منابر من نور" (١) فاستعظمت هذا الجزاء مع حقارة العمل، ثم


(١) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (٢٣٩٠) من حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
- وأخرجه أحمد (٥/ ٢٣٩) والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١٤٤، ١٤٥، ١٤٦، ١٤٧، ١٤٨، ١٤٩، ١٥١) وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٣١) من طرق.
- وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (٥٧٧) بلفظ: عن أبي مسلم الخولاني، قال: قلت لمعاذ بن جبل: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قلت: لله، قال: فجذب حبوتي، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء".
- وأخرج أحمد في: "المسند" (٢/ ٢٩٢) ومسلم رقم (٣٨/ ٢٥٦٧) والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (٣٥٠) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٣٤٦٥) عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى قال: فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، فقال له: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله جل وعلا أحبك كما أحببته فيه".
- وأخرج مسلم في صحيحه رقم (٣٧/ ٢٥٦٦) وأحمد (٢/ ٢٣٧) والدارمي (٢/ ٣١٢) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٣٤٦٢) ومالك في "الموطأ" (٢/ ٩٥٢) من طرق.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يقول الله تبارك وتعالى أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ". وهو حديث صحيح.
- وأخرج أحمد (٥/ ٢٣٣) والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١٤٤، ١٤٥، ١٤٧، ١٤٨) والحاكم (٤/ ١٧٠) من حديث معاذ. وهو حديث صحيح.
- وأخرج ابن حبان رقم (٥٧٣) والطبري في "تفسيره" (٧ \ جـ١١/ ١٣٢) والنسائي في: "السنن الكبرى " رقم (١١٢٣٦) بإسناد حسن.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: ٦٢].
- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يا أيها الناس، اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله" فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله! انعتهم لنا جلهم لنا، يعني: صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هم ناس أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا. يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
- أخرجه أحمد (٥/ ٣٤٣) وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٧٦ - ٢٧٧): " رواه كله أحمد، والطبراني بنحوه ورجاله وثقوا". وهو حديث حسن.
* وأخرجه الحاكم (٤/ ١٧٠) من حديث عمر بإسناد صحيح.
*وأخرجه أبو يعلى في مسنده رقم (٦١١٠) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أحمد في "المسند" (٥/ ٢٣٩) بإسناد صحيح.
*عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يأثر عن ربه تبارك وتعالى يقول: "حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في ".
وقد صحح الحديث الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٤٣٢٠).
* وعن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " قال الله عز وجل: قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ".
- أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ٣٨٦) والطبراني في "الصغير" (١٠٩٥) وفي "الأوسط" رقم (٩٠٧٦) والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٨٩٩٦) وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٧٩) وقال: رواه الطبراني في الثلاثة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات. وهو حديث صحيح.
قال القرطبي في "المفهم" (٦/ ٥٤٣): في هذه الأحاديث - ما أخرجه مسلم رقم (٣٧/ ٢٥٦٦)، (٣٨/ ٢٥٦٧) - على أن الحب في الله والتزاور فيه من أفضل الأعمال، وأعظم القرب إذا تجرد ذلك عن أغراض الدنيا وأهواء النفوس، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٨، ٤٤٠) وأبو داود رقم (٤٦٨١) من حديث أبي أمامه وهو حديث صحيح.
- وأخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٤٣٨، ٤٤٠) والترمذي رقم (٢٥٢١) والحاكم (١/ ٦١) والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (١٥) وأبو يعلى في مسنده رقم (١٤٨٥) من حديث معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه. وهو حديث حسن.
- وأخرج البخاري في صحيحه رقم (٦٩٤١) ومسلم رقم (٤٣) والترمذي رقم (٢٦٢٤) والنسائي (٨/ ٩٦).
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (٢/ ١٣ - ١٤): هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام، قال العلماء رحمهم الله: معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإيثار ذلك على عرض الدنيا ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك محبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم " (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩): " وذلك لا تتضح محبة الله ورسوله حقيقة، والحب للغير في الله وكراهة الرجوع إلى الكفر، إلا لمن قوى بالإيمان يقينه، واطمأنت به نفسه وانشرح له صدره. وخالط دمه ولحمه، وهذا هو الذي وجد حلاوته. والحب في الله من ثمراته الحب لله.
ومعنى حب العبد لله: استقامته في طاعته، والتزامه أوامره ونواهيه في كل شيء. ولهذا قال بعضهم: المحبة مواطأة القلب على ما يرضي الرب، فيحب ما أحب ويكره ما يكره.
قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٦٢): قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء.
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد " رقم (٥٤٤) وابن حبان في صحيحه رقم (٥٦٦) وأبو يعلى في مسنده رقم (٣٤١٩) والبزار رقم (٣٦٠٠ - كشف) والحاكم (٤/ ١٧١) وصححه ووافقه الذهبي. وهو حديث صحيح.
انظر: "الصحيحة" رقم (٤٥٠).