للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالحاصل أن حديث أبي هريرة له طريقتان، إحداهما: أخرجها الحكيم الترمذي، وابن مروديه، وأبو موسى. والثانية: أخرجها الدارقطني كما تقدم (١).

ومنها من حديث عثمان بن عفان من طرق:

الأولي: أخرجها ابن مروديه في تفسيره (٢)، قال: حدثنا أحمد بن هشام بن حميد، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا مخلد بن إبراهيم الشامي، حدثنا عبد الله بن واقد عن عبد الكريم بن حرام، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا بلغ المسلم أربعين سنة عافاه الله من البلايا الثلاثة: من الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة حاسبه الله حسابا يسيرا، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة، فإذا بلغ ثمانين سنة كتبت له الحسنات، ومحيت عنه سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفع في أهل بيته، وسمته الملائكة أسير الله في الأرض".

الطريقة الثانية: أخرجها الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٣) قال: حدثنا عبد الله ابن أبي زياد القطواني، حدثنا سيار بن حاتم العنزي، حدثنا سلام أبو سلمة مولى أم هاني، سمعت شيخا يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " قال الله جل ذكره: إذا بلغ عبدي أربعين سنة .... " فذكره.

قال الحكيم الترمذي: هذا من جيد الحديث، قلت: فيه مجهول؛ فلا يكون مع ذلك جيدا.


(١) وخلاصة القول أن حديث أبي هريرة ضعيف والله أعلم.
(٢) في تفسيره كما في " اللآلئ " (١/ ١٤٢) و" معرفة الخصال المكفرة" (ص٩٣).
وإسناده تالف.
(٣) (١/ ٣٧٥) بدون سند.
وذكر السيوطي في "اللآلئ" (١/ ١٤١ - ١٤٢) و" معرفة الخصال المكفرة" (ص٩٢) الحديث بسنده كما هو في هذه الرسالة. وهو إسناد ضعيف.