للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب.

وأما أول طعام يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد الحوت.

وأما الولد، فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى أمه. فقال عبد الله بن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله.

وفي صحيح مسلم (١) من حديث ثوبان قال: كنت قائما عند رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجاء حبر من أحبار اليهود، وقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ قال: قلت: ألا تقول: يا رسول الله، قال إنما سميته باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ينفعك شيء إن حدثتك؟ قال: أسمع بأذني فنكث بعود معه، فقال له: سل.

فقال اليهودي: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: في الظلمة دون الحشر، قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: "فقراء المهاجرين". فقال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون؟ قال: زيادة كبد نون. قال: وما غذاؤهم على أثره؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها. قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين فيها تسمى سلسبيلا. قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي، أو رجل أو رجلان. قال ينفعك إن حدثتك؟ قال: أسمع بأذني. قال: جئت أسألك عن الولد. قال: ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا. فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله.

فقال اليهودي: صدقت، وإنك لنبي، ثم انصرف. فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنه سألني هذا الذي سألني عنه، وما أعلم شيئا منه، حتى أتاني به الله تعالى.


(١) (١/ ٢٥٢ رقم ٣١٥).