للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٣٢] في مرض موته أنه سيموت في ذلك المرض، ثم أخبرها أنها أول أهله لحوقا به.

قلت: وقد مات -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك المرض، وماتت فاطمة - رضي الله عنها- بعده بستة أشهر.

وفي الصحيحين (١) وغيرهما من حديث أنس: "أن أم حرام بنت ملحان طلبت من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يدعو لها أن تكون ممن يركب البحر فدعا لها ". قلت: وقد ركبت البحر في زمن معاوية، فلما خرجت منه صرعت عن دابتها فماتت.

وفي الصحيحين (٢) وغيرهما من حديث أبي هريرة: أنه قال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوما: "أيكم بسط ثوبه، فيأخذ من حديثي فيجمعه إلى صدره، فإنه لن ينسى شيئا سمعه؟ فبسطت بردة علي حتى فرغ من حديثه ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا سمعته منه " قلت: وقد كان أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ الصحابة لما يرويه، وأتقنهم لما سمعه.

وفي صحيح مسلم (٣) عن أسماء بنت أي بكر - رضي الله عنها- عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "سيكون في ثقيف كذاب ومبير" قلت: وقد كان ذلك، فالكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي، والمبير الحجاج بن يوسف.

وفي الصحيحين (٤) وغيرهما عن سهل بن سعد أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه" قلت: وقد فتح الله خيبر على يدي من أعطاه تلك الراية وهو علي - رضي الله عنه-.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٧٨٩) ومسلم في صحيحه رقم (١٩١٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١١٩) ومسلم في صحيحه رقم (٢٤٩٢).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٥٤٥) ولفظه "أن في ثقيف كذابا ومبيرا".
* المبر: المهلك، الذي يسرف في إهلاك الناس.
لسان العرب (٤/ ٨٦).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٣٧٠١) ومسلم في صحيحه (٢٤٠٦).