للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وفي الصحيحين (١) من حديث حميد الساعدي، قال: خرجنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة تبوك فقال: "ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم فيها أحد منكم، فمن كان له بعير، فليشد عقله فهب ريح شديد، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيء".

وفي صحيح البخاري (٢) أنه أرسل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجيش في غزوة مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة، وقال: "إن قتل فجعفر، وإن قتل فعبد الله بن رواحة، فقتلوا". وأخبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في اليوم الذي قتلوا فيه [٣٣].

وفي صحيح البخاري (٣) أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أخبر بقتل القراء في بئر معونة، لما أخبره جبريل أنهم قد لقوا ربهم، فرضي عنهم، وأرضاهم" قلت: وقد كان ذلك قرآنا يتلى، حتى نسخ لفظه.

فهذه شعبة يسيرة، من إخباره -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالأمور الغيبية التي وقعت كما أخبر به، وقد اقتصرنا من ذلك على ما في الصحيحين، وفيهما غير ذلك مما يطول بسطه، ويتسع استيفاؤه. وأما ما كان في غير الصحيحين من كتب الحديث والسير، فلا يتسع لذلك إلا مؤلف بسيط.

[من الآيات والدلائل على نبوته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:]

ومن دلائل نبوته وبراهين رسالته، ما وقع له من الآيات البينات، والبراهين المعجزات، فمن ذلك: انشقاق القمر، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز، قال الله - عز وجل-:} اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ {(٤).


(١) أخرجه البخاري رقم (١٤٨١) ومسلم في صحيحه رقم (١٣٩٢).
(٢) في صحيحه رقم (٤٢٦١)
(٣) في صحيحه رقم (٤٠٩٣)
(٤) [القمر: ١ - ٢]