للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، [٣٤] فرفع رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يده ثم قال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا". قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب، وإن السماء لمثل الزجاجة، فوالذي نفسي بيده ما وضع يديه، حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة -ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائم يخطب- فقال يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يده ثم قال: "اللهم حوالينا لا علينا، اللهم على الآكام، والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر". فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة، وسال (وادي قناة) شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا أخبر بجود.

ومن دلائل نبوته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما تبت في البخاري (١) وغيره في قصة أبي رافع اليهودي، وأن عبد الله بن عتيك لما فرغ من قتله، انكسرت ساقه، فوصل إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: ابسط رجلك فمسحها. قال: وكأنما لم أشكها قط، والقصة مبسوطة في كتب الحديث والسير.

ومن دلائل نبوته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما في البخاري (٢) وغيره (٣): " أنها أصابت سلمة بن الأكوع يوم خيبر ضربة في ساقه، فنفث فيها رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاث نفثات قال: فما اشتكيت منها حتى الساعة".

ومن دلائل نبوته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما ثبت في الصحيحين (٤) وغيرهما (٥) من حديث جابر قال:


(١) في صحيحه رقم (٤٠٣٩)
(٢) في صحيحه رقم (٤٢٠٦)
(٣) كأبي داود رقم (٣٨٩٤). كلاهما حديث يزبد ابن أبي عبيد
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٣٥٨٥)، ولم يخرجه مسلم
(٥) كالنسائي في السنن (٣/ ١٠٢)