للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يكون المراد بهذه المقاديرِ المذكورة في هذه الأحاديث هو أجرُ هذه الكلمات، وأنه يحصل لمن تكلَّم بها من الأجر زنةَ عرشِ الله ـ سبحانه ـ، ومداد كلماتِه، وملء السماوات، وملءَ الأرض، وملء ما شاء الله ـ عز وجل ـ.

ومن ذلك أيضًا ما أخرجه مسلم (١) والترمذي، (٢) والنسائي (٣) من حديث أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض» فإنَّه يجري في هذا الحديث ما ذكرناه من تلك الوجوه، ويؤيد الوجهَ الثالثَ ما ورد من أنَّ {(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)}.

تعدِلُ ثلثَ القرآن (٤) وسورةَ إذا زلزلت تعدلُ نصفَ القرآن، (٥) وسورة الكافرين تعدل ربعَ القرآنِ، (٦) وسورة إذا جاء نصر الله تعدل ربعَ القرآن. (٧)


(١) في صحيحه رقم (٢٢٣).
(٢) في (السنن) رقم (٣٥١٧).
(٣) في (عمل اليوم والليلة) رقم (١٦٨).
(٤) أخرج البخاري رقم (٥٠١٣)، ومالك في (الموطأ) (١/ ٢٠٨)، وأبو داود رقم (١٤٦١)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) رقم (٦٩٨). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ رجلاً سمع رجلاً يقرأ: {(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)} يردِّدها فلمَّا أصبح جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكان الرّجل يتقالُّها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
(٥) أخرج الترمذي في (السنن) (٣٣٣٣)، والحاكم (١/ ٥٦٦) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «{إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن، و {(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)} تعدل ثلث القرآن، و {(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)} تعدل ربع القرآن».
وهو حديث صحيح.
(٦) انظر التعليقة السابقة.
(٧) أخرج الترمذي في (السنن) رقم (٢٨٩٥) وهو حديث ضعيف.
من حديث أنس وفيه: «قال: أليس معك {(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)}؟» قال: بلى، قال: «تعدل ربع القرآن».