للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحيحين وغيرهما حاصلها أنهم شربوا وتوضئوا، وهم هذا العدد.

ومن ذلك ما في الصحيحين (١) وغيرهما من حديث المرأة التي وجدوها ومعها مزادتان من ماء، فانطلقوا بها إلى رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فشربوا منها وهم أربعون، قد أصابهم الجهد من العطش، وملأ كل واحد منهم قربته، ولم يظهر في المزادتين نقص، فلما رجعت المرأة إلى قومها، قالت: لقد لقيت أسحر الناس. أو أنه بي كما زعم، كان من أمره (ذيت (٢)، وذيت) فهدى الله- عز وجل- ذلك القوم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا.

ومن دلائل نبوته-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما في الصحيحين (٣) وغيرهما من حديث جابر: "أن شاته التي ذبحها لرسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع صاع من شعير أكل منها من كان يحفر الخندق مع رسول اله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهم ألف، وذلك لأن رسول الله بصق في البرمة، وبصق في العجين، وبارك في ذلك. قال جابر: فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه، وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو".

ومن هذا في الصحيحين (٤) وغيرهما من حديث أنس [٣٥] في قصة أبي طلحة وامرأته أم سليم أنها أخرجت أقراصا من شعير، وعصرت عليه عكة لها، فقال فيه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل القوم كلهم، وهم سبعون رجلا، أو ثمانون رجلا، ثم أكل رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو طلحة وأم سليم وأنس قال: وفضل فضلة فأهديناها لجيراننا".


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٣٥٧١) ومسلم في صحيحه رقم (٦٨٨) واللفظ لمسلم
(٢) ذيت وذيت. بمعنى: كيت وكيت وكذا وكذا
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤١٠٢) ومسلم رقم (٣٩ ٣٠) لتغط: تغطي وتفور. انظر الفتح (٧/ ٢٩٩)
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٥٣٨١) ومسلم في صحيحه رقم (٢٠٤٠)