للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك ما في الصحيحين (١) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال: "كنا مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاثين ومائة، فأشترى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شاة وذبحها لهم، وأمر بسوار البطن أن يشوي. قال: وأيم الله ما في الثلاثين والمائة إلا من قد حز له النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حزة من سوار بطنها، إن كان شاهدا أعطاه، وإن كان غائبا خبأ له، فجعل منها قصعة، وأكلوا [٣٦] أجمعون، فشبعنا "وذكر أنهم حملوا الفضلة على البعير.

ومن دلائل نبوته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما في صحيح البخاري (٢) من حديث جابر، أن والده استشهد وترك دينا، وترك ست بنات، فلما حضر جداد النخل، قال أتيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد، وترك دينا كثيرا، وإني أحب أن يراك الغرماء، قال: اذهب فبيدر كل ثمر عدى ناحية، ففعلت، ثم دعوته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما نظروا إليه، كأنهم أغروا بي تلك الساعة. فلما رأى ما يصنعون، أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال: ادع لي أصحابك، فما زال يكيل لهم حتى أدى إليهم عن والدي أمانته، وأنا أرضى أن يؤدي إليهم عن والدي أمانته، ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم الله البيادر كلها حتى إني لأنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كأنها لم تنقص تمرة واحدة.

وفي رواية (٣) أن جابر قد كان عرض على أهل الدين أن يأخذوا التمر كله فأبوا.

ومن دلائل نبوته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما في الصحيحين (٤) وغيرهما عن جابر بن سمرة عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٦١٨) ومسلم في صحيحه رقم (٢٠٥٦).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٣٩٦).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٣٩٥).
(٤) لم يخرجه البخاري وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٢٧٧)، وأخرجه الترمذي رقم (٣٦٢٤). وقال: هذا حديث حسن غريب. قلت: وهو حديث صحيح.