للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا جوابُ سؤالٍ وردَ على القاضي العلاَّمة محمد بن علي الشوكاني حفظه الله في شهر ربيع سنةَ ١٢٠٢ عن الفَرْق بينَ الجنسِ واسْمِ الجنسِ، وبينَهما وبينَ عَلَمِ الجنسِ، وبينَ اسمِ الجنسِ واسْم الجمْعِ، وبينَ اسْمِ الجمعِ والجمعِ.

فأجاب بما لفظهُ:

اعلم أنَّها قدِ اختلفتْ اصطلاحاتُ المحقِّقينَ في اسمِ الجنسِ والجِنْسِ، فمنهم من لا يُفرِّق بينَهما، وهو الذي يظهرْ من عباراتِ المتقدِّمينَ، ومحقِّقي المتأخرين، فإنَّهم كثيرًا من يُطْلِقونَ على الشيء الواحد كالتمرِ مثلاً اسمَ الجنس تارةً، والجنْسَ أُخرى. هذا المحقّقُ الرضيُّ (١) صرَّح في بحثِ الكلمةِ (٢) أنَّ التَّمْرِ جِنْسٌ، وكذا في بحثِ التمييزِ. (٣) وصرَّح في بحثِ الجمعِ أنَّه اسمُ جِنْسٍ.

وصرَّح أيضًا في بحث المنادَى (٤) عندَ قولِ ابنِ الحاجبِ (٥) إلاَّ مع الجِنْس أنَّ الرَّجُلَ ونحوَهُ جِنْسٌ. وهكذا غيرُه كابنِ الحاجبِ في الكافيةِ في بحي التمييز، والشافيةِ في بحث الجمعِ. وهكذا المحققُ الجاميُّ فإنَّه صرَّح في بحثِ التمييزِ بأنَّ التمرَ جِنْسٌ، وصرَّح في بحثِ الجمعِ بأنَّه اسم جنس.

وقد وقع مثلُ هذا في مؤلَّفاتِ السَّعْدِ التفتازاني، والشريفِ الجُرجَاني في مواضعَ كثيرةٍ وفرَّقٍ جماعةٌ من المتأخِّرينَ بينَهما بفروقٍ مختلطةٍ مختبطةٍ، فقالَ بعضُهم: إنَّ اسمَ الجِنْس ما يُطْلَقُ على القليلِ والكثيرِ دُفْعَةً واحدةً وإذا أُريد التنصيصُ على واحدةٍ مُيِّزَ بالتاء كَتَمْرٍ


(١) أي رضيِّ الدين محمد بن الحسن الاستراباذيِّ (ت سنة ٦٨٦هـ).
(٢) في (شرح كافية ابن الحاجب) (١/ ٢١ ـ ٢٣).
(٣) في (شرح كافية ابن الحاجب) (٢/ ٩٩).
(٤) في (شرح كافية ابن الحاجب) (١/ ٣٨٦).
(٥) في (شرح شافية ابن الحاجب) (٢/ ١٩٩ ـ ٢٠١).