(٢) قال في (خزانة الأدب) (٤/ ٢٨٩) هذا المعنى أعني تتبع الطير للجيش الغازي للأعداء حتى تتناول من القتلى متداولٌ بين الشعراء قديمًا وحديثًا وأوّل من جاء به الأفوَهُ الأوديُّ في قوله: وتر الطيرَ على آثارنا ... رأي عينٍ، ثقةً أن ستَمُارُ أي تأخذه الميرة من لحوم القتلى. وكلهم قصر عن النابغة لأنه زاد في المعنى فأحسن التركيب، ودلَّ على أنَّ الطير إنَّما أكلت أعداءَ. الممدوح. قال النابغة مادحًا عمرو بن الحارث الأصفر ابن الحارث الأعرج، حين لجأ إليه في الشام: إذا ما غزوا بالجيش، حلَّق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب جوانحَ قد أيقنَّ أنّ قبيلة ... إذا ما التقى الجيشان أولُ غالبِ لهنَّ عليهم عادةٌ قد عرفنها ... إذا عُرِضَ الخطيُّ فوق الكواثبِ (خزانة الأدب) (٤/ ٥٨٩ ـ ٢٩٠) (ديوان النابغة الذبياني) (ص٣٠ ـ ٣١).