مَنْ يسالِ الناسَ يَحْرِمُوهُ ... وسائلُ الله لا يُخيَّبُ
أليسَ من الخسرانِ أنَّ لياليًا ... تمرُّ بلا نفعٍ وتُحْسَبُ من عمْري
لا أَلْفينَّك بعد الموت تَنْدُبُني ... وفي حياتي ما زوَّدتني زادي
ما كان ينفعني مقالُ نسائِهم ... وقُتِلتُ دونَ رجالِهم لا تبعد *
تُعَدُّ ذنوبي عند قومي كثيرةٌ ... ولا ذنبَ لي إلاَّ العُلا والفضائل *
إنْ سمعوا سبةً طاروا بها فرحًا ... مني وما سمعوا من صالحٍ دفنوا *
إنْ يسمعوا الشرَّ يُخْفُوه وإنْ سمعوا ... شرًّا أذاعوا وإن لم يسمعوا أفِكُوا *
ولن يبلغَ البنيانُ يومًا تمامَهُ ... إذ كنتَ تبنيهِ وغيرُكَ يهدِمُ
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إنْ جنيتُه ... بصالحِ أيامي وحسنِ بلائيا
متى يُجْمَعِ القلبُ الذكيُّ وصارمًا ... وأنفًا حميًا تَجْتَنْكَ المظالِمُ
سأغسلُ عني العارَ بالسيف جالبًا ... عليَّ قضاءُ الله ما كان جالبًا *
والنجمُ يستصغرُ الأبصارَ رؤيتَهُ ... والذنبُ للعين لا للنجمِ في الصِّغرِ
ما أنت إلاَّ كلحمِ ميِّتٍ ... دعا إلى أكله اضطرار
ولولا الضرورةُ ما جئتُكُم ... وعند الضرورة يؤتى الكنيفْ *
وإنْ بقومٍ سوَّدوك لحاجةٍ ... إلى سيد لو يظفُرونَ بسيِّدِ
ومتى كنت تفعلُ الكثيرَ من الخير ... إذا كنتَ تاركًا لأقلِّهْ
وما بقيتْ من اللذاتِ إلاَّ ... محادثةُ الرجال ذوي العقولِ
كيف احتراسي من عدوي إذا ... كان عدوي بينَ أضلاعي
أسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ ... فتْخاءُ [تنفر] (١) من صفير الصافر
ومَنْ سَرَّه أن لا يرى ما يسؤُهُ ... فلا تتخذِ شيئًا بخافٍ له
إذا رأيت نيوبَ الليث بارزةً ... فلا تظنَّنَّ أنَّ الليثَ يبتسمُ [٤أ]
(١) كلمة غير واضحة في المخطوط.