للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ... ذَرْعَاً وعند الله منها المخرجُ

ولم أرَ كالمعروف أمَّا مذاقُةُ ... فحلوٌ وأما وجهُهُ فجميلُ

إذا لم تستطيع شيئًا فدعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما نستطيعُ [٤ب]

وقد يحزنُ المءُ من موتِ ما ... تكونُ السلامة في موتِهِ

تفرَّقتِ الطباءُ على خِراشٍ ... فما يدري خراش ا يصيبُ

ما عابني إلا اللئامُ ... وتلكَ لي إحدى المناقِبْ

إذا محاسني اللاتي أمتُّ بها ... غدت ذنوبًا فقل لي كيفَ أعتذرُ

يريكَ البشاشةَ عند اللقاء ... ويبريكَ في الغيب بَرْيَ القلمْ

ويحييني إذا لاقيتهُ ... وإذا نحلُو له جسمي رَتَعْ *

ألا ربما ضاقَ الفضاءُ بأهلهِ ... وأمكن من بين الأسِنَّةِ مخرجُ

كأنك لم تسبق من الدهر ِ ليلةً ... إذا أنت أدركتَ الذي أنت تطلبُ

وغير تعني بأمرِ الناس بالنعي ... طبيبٌ يداوي الناسَ وهو عليلُ*

وكنّأ نستطشبُّ إذا مرِضْنا ... في الداء من قِبَلِ الطبيبِ*

وإنك لنترى طَرْدًَا لحرٍ ... كالصياقِ به طرفُ الهوانِ

يهون علينا أن تُصابَ جسومُنَا ... وتسلمَ أعراضٌ لنا وعقولُ*

ومستعجبٍ مما يرى من أناتِنا ... ولو زبنتُهُ الحربُ لم يتزمزمِ

لم يخلقِ الله مسجونًا تسائلُه ... ما بال سجنِك إلا قال مظلومُ

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيهُ ... فالكل أعداءٌ له وخصومُ

لولا اشتعالُ النار فيما جاورت ... ما كان يظهرُ طِيْبُ نَشْرِ العودِ*

ونُبِّئْتُ قومًا يحسدونَ [محاسنًا] (١) ... وذو الفضلِ لا تلقاه إلا َّ محسَّدا


(١) كلمة غير واضحة في المخطوط