للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه عدولا عن الأصل، والحديث ليس فيه زيادة على ما في الآية أصلا، وقد عرفتم ما فيها، والآية الكريمة فيها مقابلة بين الوجوه الناضرة والوجوه الباسرة، فمقابل الناضرة هي الباسرة الظانة أن يفعل ها فاقرة، ومقتضى هذه المقابلة أن يكون نظرها إلى ربها. معنى الرجاء ليقابل الخوف الذي هو معنى الظن، وجعله. معني الرجاء مجاز مشهور، ولهذا أسمى به العلامة في الكشاف (١) وشيء آخر وهو أن النظر لفظه مشترك بين [٣٧] معان (٢) خمسة: تقليب الحدقة،


(١) (٦/ ٢٧٠ - ٢٧١).
(٢) قال ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر (ص: ٥٨٧).
النظر: قي الأصل: إدراك المنظور إليه بالعين ويسمى ما يقع به النظر من العين: الناظر- وقد يستعار في مواضع تدل عليها القرينة. ويقال: نظرت فلانا:. معني انتظرته. ونظرته: أخرته.
والنظرة: التأخير. والنظير: المثل: وهو الذي إذا نظر إليه وإلى نظيره كانا سواء.
وقيل النظر على وجوه:- ا/ الإدراك بحاسة البصر.
٢/.معنى الانتظار.
٣/.معنى الرحمة.
٤/.معنى المقابلة والمحاذاة يقال: دورهم تتناظر، أي تتقابل.
٥/. معنى الفكرة في حقائق الأشياء لاستخراج الحكم.
وذكر أهل التفسير أن النظر في القران على أربعة أوجه:-
أحاط: الرؤية والمشاهدة ومنه قوله تعالى: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف:١٤٣] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٣]
الثاني: الانتظار: ومنه قوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: ٣٥] {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [ص: ١٥]
الثالث: التفكر والاعتبار ومنه قوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ} [الأنعام:٩٩] {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: ٥]