للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مناقبهم الجمة، كجهادهم بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيعهم نفوسهم (١) وأموالهم من الله،


(١) قال الله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:٢١٨]. .
وقوله تعالي: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِفينَ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج:
٥٨ - ٥٩]. . وقوله تعالي: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:٦٤]. في هذه الآية الكريمة، أثني الله تعالي على جميع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنهم يكفونه في جميع أموره أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبن أعدائه من الكفار والمشركين، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم.
وهذا المعنى يتأتى إذا اعتبرنا أن من اتبعك في محل الرفع عطفا على اسم الله تعالي. وأما إذا اعتبرناه في محل النصب على أنه مفعول به فيكون المعنى. كفاك وكفى أتباعك الله ناصرا، وقيل هو في موضع الجر عطفا على الضمير كما هو رأى الكوفيين فيكون المعنى: كافيك وكافيهم.
انظر: روح المعاني (١٠/ ٣٠) وإرشاد العقل السليم (٤/ ٣٣ - ٣٤) بتحقيقنا. .
ومن مثل قوله تعالي: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١١٠] جعل سبحانه ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى للمهاجرين والأنصار والذين جاعوا من بعدهم مستغفرين للسابقين وداعين لله أن لا يجعل في قلوهم غلا لهم فعلم أن الاستغفار لهم وطهارة القلب من الغل لهم أمير يحبه الله ويرضاه، ويثنى على فاعله، كما أنه قد أمير بذلك رسوله في قوله تعالي: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا آله إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد:١٩] وقال تعالي: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران:١٥٩] ومحبة الشيء كراهة لضده- فيكون الله- سبحانه وتعالي- يكره السب لهم الذي هو ضد الاستغفار والبغض لهم الذي هو ضد الطهارة وهذا معنى قول عائشة رضي الله عنها: "أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبوهم "
أخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ٢٣١٧ رقم ٣٠٢٢) وكان هذا في ذم الروافض.
وانظر "الصارم المسلول " (٣/ ١٠٧٠ - ١٠٧١).