للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناصبي! فكأنه قال: له يا كافر! ومن كفر مسلما كفر كما تقدم وقد أحسن من قال:

علي يظنون بي بغضه ... فهلا سوى الكفر ظنوه بي

وقد أراح الله سبحانه وتعالي من النواصب - وهم الخوارج ومن سلك مسلكهم - فلم يبق منهم أحد، إلا شرذمة يسيرة بعمان، وطائفة حقيرة بأطراف آلهند؟ يقال لهم: الإباضية (١). فليحذر المتحفظ من إطلاق مثل هذه اللفظة على أحد من أهل الإسلام غير هؤلاء؟ فإنه. بمجرد ذلك الإطلاق يخرج عن الإسلام، وهذا ما لا يفعله عاقل بنفسه.

ما يبلغ الأعداء من جاهل ... ما يبلغ الجاهل من نفسه

ومن العجائب أنا سمعنا من جهال عصرنا من يطلق اسم النصب على من قرأ في كتب الحديث، بل على من قرأ في سائر علوم الاجتهاد! ويطلقونه أيضًا على أئمة الحديث! وأهل المذاهب الأربعة!

وهذه مصيبة مهلكة لدين من تساهل في ذلك، ولا يكون إلا أحد رجلين: إما جاهل لا يدري ما هو النصب؟ ولا ما هو الناصبي؟ أو غير مبال بهلاك دينه، ومن كان هذه المنزلة، لا ينتفع. ممثل هذا النصح الذي أودعناه هذه الرسالة، وليس علينا إلا القيام بعهدة النبيان للناس الذي [٧ب] وجبه الله ورسوله علينا ليهلك من هلك عن بينة.


(١) الأباضية: إحدى الفرق الأربع الكبرى من فرق الخوارج وهى الأزارقة، والنجدات، والصفرية، والأباضية.
وحميت (الأباضية) نسبة إلي عبد الله بن أباض أحد بنى مرة من بني تميم وهو من زعماء الخوارج ويوافقهم في غالب أصولهم المعروفة في زمانه، خارجا عن جماعه المسلمين وعلى ألمتهم، منابذا للأئمة العداء كما كان ناقما على عثمان بن عفان وعلى رضي الله عنه.
وأشهر مسألة اختلفوا فيها مع غيرهم من فرق الخوارج بعد أن فارقوا ابن الزبير حيث لم يبرأ من عثمان رضي الله عنه.
[انظر مقالات الإسلاميين (١/ ٢٠٧) وفرق معاصرة للعواجي (١/ ٧٨)].