انظر: البدر الطالع (٢/ ٣١ - ٣٩ رقم ٢٧٣)، التقصار (ص ٣٨٧)، نيل الوطر (١/ ١٧٣). (٧): أنه جامد غير مشتق: ذهب جماعة من أئمة التصوف إلي أن اسمهم غير مشتق من شيء. وأنه. بمثابة لقب أطلق عليهم. وممن قال هدا القول، القشيري، والهجويري. وهذا القول من الأقوال الضعيفة جدا. لأنه لا يعرف في الطوائف الدينية طائفة يطلق عليها لقب جامد خاو من المدلولات عطل من المعاني. شفاء السائل (ص ١٥ - ١٨)، الرسالة للقشيري (٢/ ٥٥٠ - ٥٥١). قال السهروردي: " وأقوال المشايخ في ماهية التصوف تزيد على ألف قول بل ذكروا أن الأقوال المأثورة في حد التصوف زهاء الألفين. ومن تعريفاهم إليتي تلقى الضوء على ركائز عقائدهم:- يقول بشر الحافي: " الصوفي من صفا قلبه لله ". قال الجنيد (ت ٢٩٨ هـ) عن التصوف: " أن تكون مع الله تعالي بلا علاقة ". وقال: " هم أهل بيت واحد لا يدخل فيه غيرهم ". وقال الحصري (ت ٣٧١هـ): " الصوفي هو الذي لا تقله أرض ولا تظله سماء ". انظر: " الغنية لطالي طريق الحق " (٢/ ١٦٠). القشيرية (٢/ ٥٥٠) " تذكرة الأولياء " للعطار (ص ٢٨٨). (١) [المائدة: ٣]. (٢) السيد قاسم بن أحمد بن عبد الله لقمان، احد أحفاد الإمامين المشهورين شرف الدين والمهدي احمد ابن يحي المرتضى، أديب ففيه شاعر، مولده بقرية (صنعة) على مقربة من مدينة (ذمار) سنة ١١٦٦هـ/ ١٧٥٢م أم درس في ذمار ثم انتقل إلي صنعاء سنة ١١٩٢هـ / ١٧٧٩م فأخذ عن شيوخها واستقر ها وتزوج و" اضرب عن العود إلي وطنه! " كما قال الشوكاني الذي لازمه وأخذ عنه وكان من أخص خلصائه، وكان يكلفه بالفصل في بعض القضايا الشرعية وأثني على عدالته وفقهه ونزاهته وكان بينهما مطارحات أدبية ومراجعات علمية نظمأ ونثرا. انظر: البدر الطالع (٢/ ٣١ - ٣٩ رقم ٢٧٣)، التقصار (ص ٣٨٧)، نيل الوطر (١/ ١٧٣). (٣) الصوفية: قال ابن تيمية في الفتاوى (١١/ ٥ - ٦): أما لفظ " الصوفية " فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ: كالإمام أحمد بن حنبل، وأبي سليمان الداراني، وغيرهما. وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري. وتنازعوا في " المعنى " ١٠ هـ. فإن التصوف كلمة مجهولة الاشتقاق، ولا يعرف لها مصدر محدد حتى من أكثر الناس خبرة هذا المذهب كالقشيري والكلاباذي وغيرهما واحتملوا اشتقاق كلمة التصوف من أحد هذه المصادر المفترضة وهي: ١): أن تكون منسوبة إلي الصفاء، وهو مردود من جهة الاشتقاق اللغوي وقد رده القشيري في الرسالة (ص ١٢٦) وأنكره ابن خلدون في المقدمة (ص ٤٦٧). ٢): وقيل: إنه نسبة إلي " أهل الصفة " الفقراء الذين كانوا يأوون إلي مؤخرة مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذه النسبة مردودة من جهة الاشتقاق، ولو كان كذلك لقيل: صفى. انظر الفتاوى (٦/ ١١). ٣): أن تكون لسمة إلي رجل يقال له. صوفة، واسمه الغوث بن مر وإنما سمى بـ " صوفة " لأن أمه نذرت لئن عاش لتعلقن برأسه صوفه ولتجعلنه ربيط الكعبة وهو اشتقاق مستبعد. انظر تلبيس ابليس (ص ١٨٣). وقيل: والصوفة كل من ولي شيئا من عمل البيت وهم الصوفان وهو الغوث بن مر بن أو بن طابخة ابن إلياس بن مضر كانوا يخدمون الكعبة في الجاهلية ويجيزون الحاج أي يضيفون هم. وهذا مردود - وان كان موافقا من جهة اللغة - لأمور منها:- ١): لأن صوفة خدم الكعبة في الجاهلية ليسوا من الشهرة بحيث يعرفهم الصوفية الأوائل. ٢): لأنه لو نسب النساك إلي هؤلاء لكان هذا النسب معروفا في زمن الصحابة. ٣): ولأن أوائل من نسبوا إلي هذا الاسم لا يرضون الانتساب إلي قبيلة جاهلية لا وجود لها في الإسلام. انظر: الفتاوى (٦/ ١١). ٤): الصف الأول: إنهم سموا صوفية " لأهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم وإقبالهم على الله بقلوبهم ووقوفهم بسرائرهم بين يديه ". وهذا بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي، فإن النسبة إلي الصف لا صوفي. الفتاوى (٦/ ١١) " عوارف المعارف " (ص ٦١). ٥): السوفية اليونانية: لقد ذهب أبو ريحان النبيروني (ت ٤٤٠ هـ) إلي أن كلمة " صوفي " مأخوذة من " سوفية " اليونانية التي معناها الحكمة، حيث ذكر مذهب الفلاسفة في الصدور الفيضي. وهذا قول جماعة من الباحثين والمستشرفين. انظر: " التصوف، المنشأ والمصادر " للشيخ إحسان (ص ٣٣). ٦): الصوف. يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين إلي أن الصوفي منسوب إلي لبس الصوف ومنهم: السراج الطوسي وأبو طالب المكي واختاره جمع من أهل السنة الذين صنفوا في التصوف كابن خلدون وابن تيمية. الفتاوى (١١/ ١٦ , ١٩٥).