للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي خيره الله على علم بأن كل عابد ما عبد إلا هواه ولا استعبده إلا هواه سواء صادف الأمر الشرعي أو لم يصادفه وكلهم مجلي للحق وكلهم إله مع احمه الخاص بحجر أو إنسان أو كوكب أو ملك أو فلك ثم مثل عبادة الهوى فيما صادف حكم الشرع بالنكاح بأربع والاستمتاع بالجواري لتعلق الهوى ها فيكون من أمثلة ما لم يصادف الشرع الاستمتاع بغير من ذكر مع قوله أنها أعظم العبادة ولا بأس بالتستر بحكم الوقت ... انتهى.

وأنت لا يخفى عليك مثل هذا النهيق الشيطاني الذي تتضوع منه روائح الزندقة. ومن كلام المخذول (١) في الكلمة المحمديه أن الأمر بالغسل لأن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره قال فلهذا أحب (٢) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ النساء لكمال شهود الحق فيهن إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد قال: فشهود الحق في النساء أعظم شهود وأكمله وأعظم الوصلة النكاح قال: فمن جاء لامرأته أو لأنثى. بمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري. ممن كما قال:

صح عند الناس أني عاشق ... غير أن لم يعلموا عشقي لمن

كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون فيه وهو المرأة [١٦] ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم. بمن التذ ومن التذ وكان كاملا. قال ومن شاهد الحق في المرأة كان شهودا في منفعل وهو أعظم الشهود ويكون حبا إلهيا ... انتهى (٣).


(١) أي ابن عربي في فصوص الحكم (ص ٢١٨).
وانظر مصرع التصوف (ص ١٤٥ - ١٤٦).
(٢) يشير المؤلف رحمه الله إلى الحديث الحسن الذي أخرجه أحمد (٣/ ١٢٨، ١٩٩، ٢٨٥) والنسائي (٧/ ٦١ - ٦٢) والحاكم (٢/ ١٦٠) وصححه ووافقه الذهبي وهو متعقب. عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حبب إلي من الدنيا النساء، والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة" وهو حديث حسن.
(٣) كلامه من فصوص الحكم ٢٨١.