للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثمن (١) في ترجمة ابن عربي: وقد بين الشيخ تقي الدين ابن تيمية الحنبلي شيئا من حال هذه الطائفة القائلين بالوحدة وحال ابن عربي منهم بالخصوص وبين بعض ما في كلامه من الكفر ووافقه على تكفيره لذلك جماعة من أعيان علماء عصره من الشافعية والمالكية والحنابلة لما سئلوا عن ذلك ثم ذكر نص السؤال ونص الجوابات ولطول ذلك اقتصرت هاهنا على نقل خلاصته السؤال والأجوبة.

أما السؤال فحاصله ما يقول العلماء في كتاب بين أظهر الناس أكثره ضد لما أنزل الله وعكس لما قاله أنبيائه من جملة ما اشتمل عليه أن الحق المنزه هو الإنسان المشبه وقال: إن عباد الأوثان لو تركوا عبادتها لجهلوا وأنكر فيه حكم الوعيد في حق من حقت عليه كلمة العذاب فهل يكفر من يصدقه في ذلك أو يرضى به منه أم لا وهل يأثم سامعه أم لا. أجاب الإمام ابن تيمية (٢) بما حاصله أن كل كلمة من هذه الكلمات كفر بلا نزاع لق المسلمين واليهود والنصارى فضلا عن كونه كفرا في شريعة الإسلام ثم قال: وصاحب هذا الكتاب الذي هو فصوص الحكم وأمثاله مثل صاحبه القونوي (٣) والتلمساني (٤) وابن سبعين (٥) والششتري (٦) وأتباع مذهبهم الذي هم عليه أن الوجود واحد ويسمون أهل


(١) (٢/ ١٦١ - ١٩١).
(٢) في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (ص ٨٣).
(٣) محمد بن إسحاق بن محمد القونوي الروي- صدر الدين- صوفي من كبار تلاميذ ابن عربي، وقد تزوج ابن عربي أمه ورباه واهتم به حتى أصبح من أهل وحدة الوجود. وهو شيخ التلمساني له مصنفات (منها): تفسير سورة الفاتحة في مجلد سماه (إعجاز البيان في كشف بعض أسرار أم القرآن).
توفي سنة ٦٧٣ هـ بقونية.
انظر: طبقات الأولياء لابن الملقن (ص ٤٦٧).
مفتاح السعادة لأحمد بن مصطفى (١/ ٤٥١).
(٤) تقدمت ترجمته.
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) الششتري هو علي بن عبد الله المتوفى سنة ٦٦٨ هـ متصوف أندلسي (أبو الحسن) من أهل (من عمل وادي أش) توقي قرب دمياط من كتبه (العروة الوثقى) والوجودية في أسرار الصوفية. (ولد ٦١٠ هـ وتوفى سنة ٦٦٨).
انظر الأعلام للزركلى (٤/ ٣٠٥).