للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما اهتم الإمام الشوكاني- رحمه الله- بتعريف الشرك، وبيان أقسامه، وذكر نماذج من الأعمال الشركية:

أما معنى الشرك فقد قال: ((إن الشرك هو دعاء غير الله في الأشياء التي تختص به، أو اعتقاد القدرة لغيره فيما لا يقدر عليه سواه، أو التقرب إلى غيره بشيء مما لا يتقرب به إلا إليه، ومجرد تسمية المشركين لما جعلوه شريكا بالصنم والوثن والإله لغير الله، زيادة على التسمية بالولي والقبر والمشهد، كما يفعله كثير من المسلمين، بل الحكم واحد إذا حصل لمن يعتقد في الولي والقبر ما كان يحصل لمن كان يعتقد في الصنم والوثن، إذ ليس الشرك هو مجرد إطلاق بعض الأسماء على بعض المسميات، بل الشرك هو أن يفعل لغير الله شيئا يختص به- سبحانه- سواء أطلق على ذلك الغير ما كانت تطلق عليه الجاهلية أو أطلق عليه اسما آخر فلا اعتبار بالاسم قط)) (١)

وقد نهى الله- سبحانه وتعالى- عن الشرك به في كثير من الآيات، كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} [النساء:٣٦].

قال الشوكاني في تفسير الآية: ((أي لا تشركوا به شيئا من الأشياء من غير فرق بين حي وميت، وجماد وحيوان، ولا تشركوا به شيئا من الإشراك من غير فرق بين الشرك الأكبر والأصغر، والواضح والخفي)) (٢).

أما أقسام الشرك فهي ثلاثة:

١ - الشرك في توحيد الربوبية:

وهو إثبات فاعل مستقل غير الله تعالى، كشرك من يجعل الإنسان مستقلا بإحداث فعله، وشرك من يجعل الأجسام الطبيعية من الشمس والقمر والنجوم والجبال ونحوها كما يقوله الطبيعيون، أو العقول كما تقوله الفلاسفة، أو الأرواح والنفوس كما يقوله


(١) " الدر النضيد في إخلاص التوحيد " وهي ضمن هذا القسم- العقيدة- برقم (٤).
(٢) " فتح القدير " للشوكاني (١/ ٤٦٤).