للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلاوة المناجاة (١).

وكان ابن مسعود –رضي الله عنه- إذا هدأت العيون قام فيسمع له دوي كدوي النحل حتى يصبح (٢).

ويروى أن طاوسًا جاء في السحر يطلب رجلاً فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحدًا ينام في السحر (٣).

إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفر عنهم وهم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم سجود ... أنين منه تنفرج الضلوع (٤)

أما عمرو بن دينار فإنه جزأ الليل ثلاثة أجزاء، ثلثًا ينام، وثلثًا يدرس حديثه، وثلثًا يصلي (٥).

وهذا كمال الاستفادة من الوقت، ونرى اليوم من أضاع نهاره ثم هو في الليل بين نائم أو قائم على منكر تارك لواجب، لأن النوم والسهر فيما لا فائدة منه مضيعة لأوقات محسوبة باللحظات


(١) الإحياء ١/ ٤٢٣.
(٢) الإحياء ١/ ٤١٩.
(٣) السير ٥/ ٤٢، صفة الصفوة ٢/ ٢٨٥.
(٤) عقود اللؤلؤ والمرجان ٢٧٠.
(٥) السير ٥/ ٣٠٢.

<<  <   >  >>