للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يسامح فيه بخطوة ولا يتجاوز فيه عن لطمة ولا عن كلمة حتى ينتقم للمظلوم من الظالم قال أنس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يحشر الله العباد عراة غبرا بهما" قال: قلنا: ما بهما؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم ربهم تعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عليه مظلمة حتى أقتصه منه، ولا لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقتصه منه حتى اللطمة" قلنا: وكيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غبرا بهما فقال: "بالحسنات والسيئات" فاتقوا الله عباد الله الصالحين، واحذروا مظالم العباد بأخذ أموالهم، والتعرض لأعراضهم، وتضييق قلوبهم، وإساءة الخلق في معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله خاصة فالمغفرة إليه أسرع ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر فعساه يقربه ذلك إلى الله تعالى فينال به لطفه الذي ادخره لأحبابه المؤمنين في دفع مظالم العباد عنهم.

فتفكر الآن في نفسك إن خلت صحيفتك عن المظالم أو تلطف لك حتى عفا عنك وأيقنت بسعادة الأبد: كيف يكون سرورك في منصرفك من مفصل الفضاء، وقد خلع عليك خلعة الرضا، وعدت بسعادة ليس بعدها شقاء، وبنعيم لا يدور بحواشيها الفناء؟ وعند ذلك طار قلبك سرورا وفرحا، وابيض وجهك، واستنار وأشرق كما يشرق القمر.

<<  <   >  >>