وأنت تسير في هذه الدنيا وتسعد بالصحة والعافية ونعمة الأمن ورغد العيش، تأمل في حال أنت تؤمن به وسوف تلاقيه، ألا وهو البعث والجزاء، والحساب والعقاب.
والأمر كذلك، فإن ذلك اليوم يوم عظيم، تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
وفي هذا اليوم يبلغ العرق من العباد مبلغا عظيما على حسب أعمالهم قال - صلى الله عليه وسلم - "تدني الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما"(وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه)[رواه مسلم].
اليوم أنت في صحة وعافية، والماء بجوارك ولا يزال عرق الحياة فيك ينبض تصور غدا موقف الحساب.
فمن يتقدم إليك ليحاجك عند الله عز وجل؟
من هم خصماؤك غدا؟ وأين أهل الحقوق في تلك الوقفة الحاسمة، سأقدم لك بعضا منهم على عجل وبدون تفاصيل أو ذكر لكثرة الحقوق أو قلتها؛ إنما هو استشراف سريع لأمر ستراه غدا، وإن غدا لناظره لقريب.