للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تعليقين صلاحيا وتنجيزيا، ومن ثم شاع العلم بالوقوع تابع للوقوع.

قال الشريف زكرياء (١) مثل: إذا قصدت إلى كتب ألف فعلمك بها قبل وقوعها بأنها ستكتب على صورة كذا، ولم تعلم بأنها وقعت، وهذا هو التعلق الصلاحي. فإذا كتبتها علمت بوقوعها في محلها. وهذا هو التعلق التنجيزي وهو التابع للوقوع.

وقال: إن العلم بالشيء قبل الوقوع علم بأنه سيكون، والعلم بعد الوقوع علم بأنه كان. والعلم بما سيكون غير العلم بما كان غير، فمهما تعلقان؛ الأول صلاحي، والثاني تنجيزي حادث.

أجاب الأشعري (٢) بأنا لا نسلم أن العلم بما سيكون، غير العلم بما كان غير، بل واحد تنجيزي قديم علم الأشياء، وانكشفت قبل كونها فكانت على ما علم، ولم يتجدد شيء في العلم، والذي يختلف ويتجدد ويوصف بأنه سيكون، ثم يوصف بأنه كان هو المعلوم؛ لأنه يقال في الشيء قبل وجوده سيكون


(١) الشريف زكرياء بن محمد الأنصاري (٨٢٣ - ٩٢٦ هـ = ١٤٢٠ - ١٥٢٠ م): شيخ الإسلام. قاض ومفسر من حفاظ الحديث. له مصنفات كثيرة، منها: " غاية الوصول " في أصول الفقه. " لب الأصول " اختصره من جمع الجوامع. " شرح إيساغوجي" ... انظر نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة ج١/ ١٩٦. علي مبارك، الخطط التوفيقية الجديدة ج ١٢/ ٦٢
(٢) انظر الأشعري أبو الحسن، مقالات الإسلاميين ج٢/ ٨٢

<<  <   >  >>