للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لِأَهْدَافٍ سَبَقَ ذِكْرُهَا، وَلَوْ فُرِضَ أَنَّهُ مِنْ بَابِ الْفَخْرِ، فَهُوَ فِيْ الْفَخْرِ الْمَحْمُوْدِ بمَآثِرَ وَأَعْمَالِ الْأُسْرَةِ الْمُبَارَكَةِ، وَ بِالْنِّتَاجِ الْعِلْمِيِّ الْطَّيِّبِ لِلْحَمَادَى، فَخْرَاً لَا يُقْصَدُ بِهِ الْتَّكَبُّرُ وَالْاسْتِعْلَاءُ وَالْرُّكُوْنُ إِلَيْهِ دُوْنَ الْجِدِّ وَالْاهْتِمَامِ فِيْ الْازْدِيَادِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ الْتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ -عز وجل-، وَالْفَرَحُ بِفَضْلِهِ، وَالْتَّذَكِيْرُ بِالْخَيْرَاتِ؛ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَالْازْدِيَادِ مِنْهَا، وَالْاسْتِفَادَةِ


مرفوعاً: «إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية وفخرَها بالآباء مؤمنٌ تقِي، أو فاجرٌ شقي، الناسُ بنو آدم، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوام إنما هُم فَحْمٌ من فَحْمِ جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن».
والأحساب جمع حسَب وهو ما يَعدُّه الإنسانُ له ولآبائه من شجاعة وفصاحة ونحو ذلك).
أفاد الشيخ ابن باز -رحمه الله- في «شرح كتاب التوحيد» (ص ٢٨٣) أن المنهي إذا كان للترفع على الناس، والتعاظم بين الناس.
قال الشيخ صالح الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص ٢٤٣) في معنى الفخر بالأحساب، أي: (التعاظم على الناس بالآباء ومآثرهم).
قلت: فعُلِم مما سبق أن المحذور في الفخر بالأحساب: إذا كان القصد التعاظم على الناس، والترفع عليهم، واحتقارهم. وانظر: «مرعاة المفاتيح» للمباركفوري ... (٥/ ٤٦٥)، وعنه: «البحر المحيط الثجاج» للأثيوبي (١٨/ ٢٦٣).

<<  <   >  >>