للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قوله: إلا انثنى متصل بقوله: إليته. وكان الدمستق حلف برأس ملك الروم إنه يثبت في لقاء سيف الدولة. فلما انهزم جعله كأنه أسلم (إليته) وتركها سدى لا يرعى عليها. فهو يمضي في هزيمته، (والإلية) تبسم أي تضحك من هربه ثم قال:

لا يأملُ النفسَ الأقصى لمهجته ... فيسرق النَّفسَ الأدنى ويغتنم

يريد إنه يغتنم الأنفاس، لأنه موقن بالقتل فيرى أنفاسه كلها قبل القتل غنيمة وكأن يواعد نفسه أن يكون القتل وقت كذا فأقصى أنفاسه النفس الذي يرتد إليه وقت خروج روحه. فهو لشدة فزعه، وانقطاع أمله لا يرجو ذلك النفس في ذلك الوقت لاستبعاده أن يبقى إلى حين ذلك فهو يغتنم ما طف من الأنفاس. وهذا المعنى لا حقيقة له. ولكنه على مذهبهم في التعبيد. وزعم الشيخ أبو الفتح إنه يقول: إنه من وهله وخوفه لا يستتم نفسه. وأنت تشهد أن البيت لا يدل على إنه يستتم أو يحزم

قبل التمام. بل جعل له نفسين دانيا وقاصياً.

وقوله:

كفّي أراني ويكٍ لومك ألومك ... هم أقام على فؤاد أنجما

قال الشيخ أبو الفتح يقول: أراني هنا الهم لومك إياي أحق بأن يلام مني. وهذا أيدك الله من باب اللغة والتصريف، وما نروم فيهما شأوه رحمه. على أني غير واثق بان تقول: فلان ألوم من فلان. يعني هو أحق بأن يلام. لأن أفعل يبني من فعل الفاعل. فتقول:

<<  <   >  >>