لم تجمع الأضداد في متشابه ... إلا لتجعلني لغرمي مغنما
كصفات أوحدنا أبي الفضل التي ... بهرت فأنطق واصفيه وأفحما
الأضداد: هي الليل والشمس في قوله:
شمس النهار تقل ليلاً مظبما
وقضافة الغصن. وكثافة النقا في قوله:
غصنٌ على نقوى فلاة نابت
والمشابه يريد تشابه حسنها وتماثلها. وهذا كقول الأول:
أني غرضت إلى تناصف وجهها ... غرض المحب إلى المحب الغائب
فتناصف وجهها كونه غير متنافر الحسن، ليس فيه المتناهي والدرن. بل بعضه ملائم للبعض. ثم شبه اجتماع تلك الأضداد في الحسن المتشابه بصفات هذا الممدوح. إذ أنطقت الواصفين بحسنها وبهائها. ثم أفحمهم بعجزهم عن إدراك كنهها. فهذان أيضاً ضدان قد اجتمعا في صفاته المتشابهة. فهذا تخلص من التشبيب إلى المدح بارع. فجعل الفعل في أنطق وأفحم للممدوح لا للصفات.