للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجملة فقال: غذيت بهواي طفلا، وبالشيب عند بلوغ الحلم. يريد أني أحببت وأنا طفل. وشبت وأنا حالم لمقاساتي الشدائد. وهذا من قوله تعالى: (يوماً يجعل الولدان شيبا) وقوله طفلا، وبالغ الحلم نصبا على الحال من المفعول. قال الشيخ أبو الفتح: هذا كقولك: أكلت التفاحة نضيجة، أي في هذه الحال، وشربت السويق ملنوتاً. وقد جود في شرح هذا البيت وذكر إعرابه.

وقوله:

إذا بيت الأعداء كان استماعهم ... صريرَ العوالي قبلَ قعقعة اللجم

قال أبو الفتح: أي يبادر إلى اخذ الرمح فان لحق اسرج فرسه. فذاك وإلا ركب عريا. وهذا كقوله أيضاً:

حذاراً لمعروف الجياد فجاءة ... إلى الطعن قبلا ما لهن لجام

وأنت - أيدك الله - تعلم أن الحالة التي وصفها حالة المرهوق المستعجل. فأما التي يبيت العدو فهو على تمكن من الاستعداد. وإنما يعني صرير العوالي كما جرت العادة به في ذكرت صوت مقارع السلاح. وضرب بعضه بعضاً كقول

القائل:

أشارت إلى الحرب العوان فجاءها ... يقعقع في الأقراب أول من أتى

<<  <   >  >>