للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: قوله: (فأما من لا قدرة له. . .،) إلى آخره، ليس بشيء! وإنما هذا ضد قول الشاعر:

إنَّ من الحِلمِ ذُلاً أنتَ عَارِفُهُ ... والحِلمُ عن قُدرَةٍ ضَربٌ من الكَرَمِ

فإذا كان الحلم عن قدرة من الكرم، كان الحلم عن غير قدرة من اللؤم.

وقيل: كان ينبغي أن يقول:

. . . . . . . . . . ... حُجَّةٌ لاجئٌ إليها الضِّعَافُ

لأن الذي يحلم عن غير قدرة، لا يسمى بذلك لئيما بل ضعيفا، والشاهد له على ذلك البيت المستشهد به.

وقوله:

حَسَنٌ في عُيونِ أعدائهِ أَقبَحُ ... من ضَيفهِ رأتهُ السَّوَامُ

قال: هذا مما يسأل عنه فيقال: كيف يكون حسنا في عيون أعدائه؟ وهل هذا إلا هجاء؟ ألا ترى إلى قول الراجز:

لَمَّا رَأتنِي سَقَطَتْ أبصَارُهَا

أي: غضتها عني حسدا.

وأقول: قد تقدم في خطبة الكتاب ما قال فيه وقيل عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>