للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان ينشده أيضا بطرح الياء منهما اكتفاء بالكسرة كقوله تعالى: (جَابُوا الصَّخْرَ بِالَوَادِ).

وأقول: هذا التشبيه ليس بسائغ؛ لأن حذف الياء من الوادي إنما كان من أجل الفواصل لتشابه المقاطع بالوقوف على الدال، التي هي آخر السجع، وهذا البيت ليس كذلك. ولكن إنما كان ذلك لتوازن الفياف والقواف السروج والرعان فتجري هذه الألفاظ الأربع في البيت على متن واحد؛ لأنه يجوز الوقوف على الرعان من غير إطلاق فيحصل التوازن ويخف اللفظ ويعذب الذوق.

وقوله: الطويل

فما وَرَدَتْ رُوحَ امرئٍ روحُهُ له ... ولا صدَرَتْ عن بَاخِلٍ وهو بَاخلُ

قال: إذا وردت السيوف روح امرئ، كانت بها املك منه، وصار - وإن كان بخيلا - غير بخيل؛ لأن السيف ينال منه ما يطلب أو يفتدي روحه بماله.

وأقول: تفسيره أول البيت صالح، وتفسيره آخره ليس بشيء، ومعنى قوله:

. . . . ... ولا صَدَرَتْ عن بَاخلٍ وهو بَاخِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>