أي: إنها تقتله فيخرج من صفة البخل بخروجه، من صفة الحياة. وهذا مثل قوله: الخفيف
فرؤوسُ الرِّماحِ أذهَبُ للغّيْ ... ظِ وأشْفَى لِغلِّ صَدْرِ الحَقُودِ
أي: إنه يُقتل فيخرج من صفة الغل والحقد بخروجه من صفة الحي التي هي مُصححة لهما.
وقوله: الطويل
غَثَاثَةُ عَيْشي أن تَغِثَّ كَامتي ... وليس بِغَثٍّ أن تَغِثَّ المآكِلُ
قال: يقول: هزال عيشي في هزال دمي، لا في هزال مطاعمي.
وأقول: أن تفسيره كرامتي بمعنى دمي عجيب غريب. وهذا لم يقله أحد، ولا له هاهنا معنى سائغ. وإنما كرامتي بمعنى إكرامي؛ أي: إكرام غيري لي.
يقول: هُزال عيشي في هُزال كرامتي، وفصد إهانتي وإضاعة حُرمتي.
. . . . . . ... وليس بِغَثٍّ أن تَغِثَّ المآكِلُ
بل أن تغث الكرامة والحرمة، وهذه إشارة إلى قوله: الطويل
. . . . . . ... إلى أن بَدَتْ للضيم فيَّ زلازِلُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute