للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلغ سن الشيب أن يعاتب نفسه ويوبخها بإكثار التمثل بذلك (١).

وذكر البخاري أن عمر - رضي الله عنه - سمع مولى بني الحسحاس يقول الشعر فدعاه، فقال: كيف قلت؟ فقال:

ودع سليمي إن تجهزت غاديا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

قال: حسبك، صدقت ... صدقت (٢).

وصاغ آخر قريبا منه، فقال:

أبى الشيبُ والإسلام أن ابتع الهوى ... وفي الشيب والاسلام للمرء وازع

ولأبي إسحاق الألبيري:

الشيب نبه ذا النهى فتنبها ... ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى

فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى ... والشيخ أقبح ما يكون إذا لها

ما حسنه إلا التقى لا أن يرى ... صبَّاً بألحاظ الجآذر والمَهَا

ولماذا كل هذا الهروب من المشيب مع أنه خير للمسلم،


(١) فيض القدير، (٥/ ٢٠٣).
(٢) الأدب المفرد للبخاري ص ٥٤٦، المطبعة العصرية، مشروع زايد الإمارات العربية المتحدة.

<<  <   >  >>