للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكرى وعظة؟!

إن المشيب رداء الحلم والأدب ... كما الشباب رداء اللهو واللعب

حتى شعراء الجاهلية رأوا في الشيب حكماً، فهذا النابغة يقول:

على حين عاتبتُ المشيب على الصبا ... وقلت: ألما أصح، والشيب وازع؟

وهذا دريد بن الصمة يقول:

صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل: ابعد!

وكان أبو حازم - رضي الله عنه - ينصح ابنه بأمور اقتنع بها، فأعلنها حكما لابنه، وللأجيال من بعده، فيقول: يا بني لا تقتد بمن لا يخاف الله بظهر الغيب، ولا يعف عن العيب، ولا يصلح عند الشيب (١).

وهذه الأبيات لشاعر عرف دور الشيب فأحسن الروي:

رأيت الشيب من نذر المنايا ... لصاحبه وحسبك من نذير

وقائلةٍ تخضب يا حبيبي ... وسود شعر شيبك بالعبير

فقلت لها: المشيبُ نذير عمري


(١) حلية الأولياء، (٣/ ٢٣٠).

<<  <   >  >>