هذا القول وقلنا فيما بيننا: لنستمع إلى أستاذنا لعلَّه حقاً قد علم شيئاً جديراً بأنْ نعلمه عن الإسلام مِمَّا لا عهد للأزهر به، وابتدأ درسه عن تاريخ السُنَّة النبوية ترجمة حرفية عن كتاب ضَخْمٍ بين يديه، علمنا فيما بعد أنه كتاب جولدتسيهر «دراسات إسلامية» وكان أستاذنا ينقل عبارته ويتبنَّاها على أنها حقيقة علميَّة، واستمر في دروسه نناقشه فيما يبدو لنا - نحن الطلاب - أنه غير صحيح، فكان يَأْبَى أنْ يخالف جولدتسيهر بشيء مِمَّا ورد في هذا الكتاب، حتى إذا وصل في دروسه إلى الحديث عن الزُهْرِي، واتِّهامه بوضع الأحاديث للأمويين، ناقشتُهُ في ذلك - بحسب معلوماتي المُجْمَلَة عن الزُهْرِي من أنه إمام في السُنَّة، وموضع ثقة العلماء جميعاً - فلم يرجع عن رأيه، مِمَّا حملني على أنْ أطلب منه ترجمة ما قاله جولدتسيهر عن الزُهْرِي تماماً، فترجمه لي في ورقتين بخط يده، وبدأت أرجع إلى المكتبات العامَّة للتحقيق في سيرة الزُهْرِي وفي حقيقة ما اتَّهَمَهُ به هذا المستشرق. ولم أترك كتاباً مخطوطاً في مكتبة الأزهر وفي دار الكتب المصريَّة من كتب التراجم إلاَّ رجعت إليها ونقلت منها ما