الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإنَّ لمن المؤسف حقًّا أنْ يقف المسلم أمام تاريخه العظيم خجلاً، مُطأطئ الرأس، لا يدري كيف يوفِّقُ بين ما يعرفه عن تمسُّك الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - والتابعين وتابعيهم بهذا الدين، وتفانيهم في خدمته على كافة المستويات، وبين هذه الصورة القاتمة المظلمة في صفحات هذا التاريخ، فيقف هذا الموقف الذي لا يليق برجل العقيدة في حال من الأحوال.
والسبب في هذا - كما هو معلوم - أنه عبثت بتاريخنا أَيْدٍ خبيثة، ودوَّنتهُ أخرى غير أمينة، ولا يُراد من ذلك إلاَّ تشويه حقيقة تاريخ هذه الأُمَّة.