الأوان أَنْ نفعل ذلك بما نَفَضْنَا عنه الغبار ونشرناه من كنوزنا العلمية الدفينة، وبما ملأ نفوسنا من وعي كريم وشعور باستقلال الشخصية.
ولئن بقي الآنَ من يحسن الظن بفهمهم أو رأيهم في علومنا، فليقرأ - إِنْ شاء مزيداً من التفصيل - ما كتبته عن المُسْتَشْرِقِينَ ومناقشتي لآرائهم في كتابي " السُنَّةُ ومكانتها في التشريع الإسلامي" وغيره من الكتب التي تكشف عن دسائس هؤلاء المُسْتَشْرِقِينَ، فينكشفون على حقيقتهم كما هم في الواقع، وكما أرادوا لأنفسهم أَنْ يكونوا.
وإذا كنا نشتد هذه الشدة في حق المُحَرِّفِينَ وَالمُضَلِّلِينَ أمثال جولدتسيهر، فإننا لا نغمط غيرهم من المُنْصِفِينَ حَقَّهُمْ في نشر نفائس كتبنا القديمة، ودأبهم في البحث عن الحقيقة، فليس العلم محتكراً لأُمَّةٍ دُونَ أُمَّةٍ.
والإسلام، وهو دين الله للعالم كله، لا يمكن أَنْ يستأثر بفهمه قوم دون قوم، فليفهم منه من شاء ما شاء، بشرط أَنْ يَتَحَلَّى بصفة العلماء، وهي الإنصاف والإخلاص للحق، وَالبُعْدِ عن العصبية والهوى.