وجاء عن ابن مسعود - وهو هو - أنه كان يقرأ:{وإن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم [يقولون]}.
فلو كان المعنى على العطف لقال والراسخين كما لا يخفى.
وقد رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه آثار كثيرة تصرح بأن المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى وحده. انظرها في الدر المنثور.
وسياق الآيات يدل على ذلك، فإن قول الراسخين:{آمنا به كل من عند ربنا} ظاهر في عدم علمهم بتأويله، وإنما علموا أنه حق لأنه من عند ربهم، فكأنهم قالوا: أما ما علمنا تأويله فقد علمنا أنه حق بعلمنا بتأويله.
وقولهم بعد ذلك:{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} ظاهر في أن المتشابه مظنة لأن يكون سبب الزيغ، فتحمله هذه الأشياء على الجهل بحقيقة حاله، وبأن العقل له حد ينتهي إليه، كما أن للبصر حدا ينتهي إليه، وربما حملته على الخوض والكلام والنقض والإلزام