للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومثل ذلك روي أيضاً عن جعفر أنه سئل عن الجبر والقدر؟

فقال: لا جبر ولا قدر، ولكن منزلة بينهما" (١).

وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال:

الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله أجبر العبد على المعاصي فهذا قد ظلم الله في حكمه فهو كافر، ورجل يزعم أن الله فوض الأمور إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر، ورجل يقول: إن الله كلف العباد بما يطيقون، ولم يكلفهم بما لا يطيقون، فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ" (٢).

فحاصل الكلام: أن العبد ليس بمجبور محض ولا بمختار مطلق، لا كما يزعمه الشيعة:

"أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" (٣).

لأن العقاب والثواب لا يكون على خلق الأفعال، بل على كسب الأفعال.

وأما قولهم: إن نسبة أفعال العباد إلى الله بأنها مخلوقة له، وفيها قبيح لا تصح" فقول مخالف روايات أئمتهم أيضاً حيث أن أئمتهم قالوا كما ذكر محدثوهم أن الله خلق الشر كما خلق الخير، والشر قبيح بلا شك، فكيف ينسبونه - وهم المعصومون حسب زعمهم - إلى الله؟ وهذه هي رواياتهم:

يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:

"إن الله كتب في كتبه: إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن أجريت على يده الخير، وويل لمن أجريت على يده الشر" (٤).

ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد الله أنه كان يقول:

مما أوحى الله تعالى على موسى وأنزل عليه التوراة: أني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الخير، وأجريته على يد من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريد، وويل لمن أجريت على يده الشر" (٥).


(١) الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة ص٧٢
(٢) الفصول المهمة للحر العاملي ص٧١، ٧٢
(٣) الفصول المهمة للحر العاملي ص٨١
(٤) الأصول من الكافي للكليني ج١ ص١٥٤
(٥) الكافي للكليني ج١ ص١٥٤

<<  <   >  >>