للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الباب السادس

الشيعة الإثنا عشرية ومسألة الإمامة

إن الإمامة عند الشيعة الاثنى عشرية كالنبوة، والإمام عندهم كالنبي غير أنه لا يطلق عليه لفظ النبوة كما صرح بذلك الكليني في كافيه، حيث روى عن محمد بن مسلم أنه قال:

وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (١).

وروي أيضاً عن جعفر أنه قال:

"نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا، ونهى عن عصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض" (٢).

وأورد رواية أخرى عن مفضل بن عمر عن جعفر أنه سئل عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخي عليه ستره، فقال:

"يا مفضل، إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسة أرواح، روح الحياة فيه دب ودرج، وروح القوة فيه نهض وجاهد، وروح الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الإيمان فيه آمن وعدل، وروح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي - صلى الله


(١) الكافي في الأصول كتاب الحجة باب في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى ج١ ص٢٧٠
(٢) الأصول من الكافي ج٢ ص٢٦٩

<<  <   >  >>