للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجمعين، حسب ما ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثه المشهور: "ستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي" (١).

فليتنا أن لا نغرق في الدعوات الزائفة والشعارات المزيفة، وأن نتمسك بكتاب ربنا جل جلاله وعم نواله وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وسلم، متمثلين بقوله: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه" (٢).

إننا لسنا بدعاة تفرقة أو طائفية، ولكننا ضد الطائفية كلها، داعين الناس أن يتركوا كل العصبيات وكل التحزبات إلا حزب الله وحزب رسوله: {. . ألا إن حزب الله هم المفلحون} (٣)، وإلا العصبية لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن نعرض جميع خلافاتنا على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فمن يوافقه الكتاب أو تناصره السنة نؤيده ونتبعه، ومن يخالفه الكتاب وتخذله السنة، نخالفه ونخذله، وهذه هي الدعوة الحقة التي لأجلها أرسل الرسل وأنزلت الرسالة، وهذا هو الصراط المستقيم الذي دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس كافة بأمر من الله عز وجل، {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} (٤).

فمنع الناس عن اتباع السبل ليس بتفرقة، ودعوتهم إلى الصراط المستقيم ليست بطائفية، بل هذه هي سبيل الله المختارة التي أمر الله نبيه وأتباعه بالدعوة إليها.

وإن اختلف بها المختلفون، وانزجر عنها المنزجرون، واعترض عليها المعترضون، وعاب عليها العائبون والمنتقدون.


(١) أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم
(٢) انظر: موطأ الإمام مالك والحاكم في مستدركه واللفظ للموطأ
(٣) سورة المجادلة الآية٢٢
(٤) سورة الأنعام الآية١٥٣

<<  <   >  >>