للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وآله وسلم - .. وهو يوم القيامة والبعث والنشور يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم .. وصلّ على خلفائه الراشدين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون" (١).

فهذه هي حقيقة التقارب بين الإسماعيلية المستولية على مصر، وحقيقة تقاربهم من مذاهب أهل السنة، التي لا تعلمها أيها السيد الدكتور! مع كونك من مصر، ومحققاً الكتاب التاريخي الكبير، ومعلقاً عليه بثلاث آلاف تعليقة.

فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

ولقد أعلن هذه الحقيقة الناصعة الكثيرون الكثيرون من أئمة الفاطميين ودعاتهم، كما تناقلوا دعاء المعز هذا وتوارثوه جيلاً بعد آخر.

ولقد شهد بذلك الداعي المطلق إبراهيم بن الحسين الحامدي الذي كان موجوداً ف عهد الآمر بأحكام الله، حاكم مصر في كتابه "كنز الولد" الذي طبع في مصر وفي بيروت أيضاً بقوله:

"وأما محمد بن إسماعيل فهو متم شريعته (شريعة محمد) وموفيها حقوقها وحدودها، وهو السابع من الرسل، بيان ذلك في أدعية مولانا المعز السبعة، وهو الذي يشهد (النبي) له وللقائم محمد بن عبد الله المهدي لأنه قائم القيامة الوسطى، وقائم القيامة الأولى أمير المؤمنين، وقائم القيامة الكبرى رسول الله صاحب الكشف في قوله "اشهد أن محمداً رسول الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله" لأن الخلق يشهدون برسالته وهو يشهد لمتم دورة شريعته ومنهاجه" (٢).

فما هو رأيك أيها السيد الوقور! في الإسماعيلية أيام تسلطهم على مصر، والبوهرة ورثتهم الذين يعدون المعز إماماً من أئمتهم المعصومين، ويدعون بدعائه، والذين يعدون إبراهيم الحامدي هذا الداعي المطلق الثاني من دعاة أيام الستر، وقد بلغ العدد عندهم واحداً وخمسين؟

هل تعيد نظرتك في رسالتك هذه؟ ولولا حرصنا على ألا ينخدع بها الشباب المسلم والغفلة من المسلمين لما تصدينا بالرد عليها وصرف الوقت


(١) "أدعية الأيام السبعة لمولانا المعز لدين الله"
(٢) كنز الولد لإبراهيم بن الحسين الحامدي ص٢١١ - ط بيروت

<<  <   >  >>