للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإنه هو الذي سن طريق الكلام لمن بعده إلى اليوم (١).

وقال فيه ابن النديم الشيعي:

انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة، مقدم في صناعة الكلام (٢).

وإنه كان وحيد دهره في كل العلوم، انتهت إليه رئاسة الشيعة (٣).

وهو تلميذ لابن بابويه القمي الملقب الصدوق وأستاذ للشريف الرضى، والشريف المرتضى الملقب بعلم الهدى، وأبي جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة (٤)، والنجاشي (٥).

المفيد هذا يذكر في كتابه العقائدي المشهور (أوائل المقالات في المذاهب والمختارات) عند سرد عقائد الشيعة في الرجعة، والبداء، وتحريف القرآن:

"واتفقت الإمامية على وجوب الرجعة .. واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه بموجب التنزيل وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية" (٦).

هذا في التأليف أما الزيادة فيه والنقصان فقال:

"أقول: إن الأخبار د جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم، ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه.

وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاء وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم فلم أظفر منهم بحجة أعتمدها


(١) أعيان الشيعة ص٢٣٧ الطبعة الأولى بدمشق
(٢) الفهرست لابن النديم ص٢٥٢ - ط مصر
(٣) تأسيس الشيعة العلوم للمحسن الصدر ص٣١٢ - ط العراق
(٤) وهذان أي المرتضى والطوسي هما اللذان تظاهرا بإنكار التحريف في القرآن
(٥) انظر: كتب الرجال للشيعة
(٦) أوائل المقالات ص٥٢

<<  <   >  >>