بأفكار هـ ليثبِّت عبر أسسٍ إيديولوجية سلطته الاستعمارية.
أما اليوم فالمعركة من الداخل وبين جدران القلعة، بين أولئك الذين يريدون الدفاع عن القلعة والذين يريدون تسليمها إلى الأفكار الأجنبية.
وهنالك الكثير بين المثقفين المسلمين الذين يفتنون بالأشياء الجديدة، وبالتالي يسحرون بمنطق الفعالية، ولا يميزون بين حدود توافقها مع مهام مجتمع يريد أن ينهض دون أن يفقد هويته.
فهؤلاء المفكرون يخلطون بين أمرين: الانفتاح الكامل على كل رياح الفكر، وبين تسليم القلعة للمهاجرين كما يفعل الجيش الخائن.
هؤلاء الذين مردوا بإدمانٍ على تقليد الآخرين: ليس لديهم أي مفهوم عن ابتكار هذا الغير، ولا عن دوافع هذا الابتكار، عن تكاليفه في جميع المجالات التي يقلدونهم فيها، وكان الأجدر بهم أن يبتكروا هم أنفسهم وفق دوافعهم الخاصة بدل أن يقلدوا.
ويجب أن نلاحظ أن هذا التقليد ليس تقليداً لفعالية أي مجتمع دينامي، كما فعلت اليابان مثلاً، ولكنه تقليدٌ لقالب فلسفيٍّ يصبح دفعةً واحدة منطقاً معادياً للإسلام. إنهم يختارون (الماركسية) وعلى الخصوص (التروتسكية)(١)،
(١) تروتسكي والتروتسكية Leon Trotsky (١٨٧٩ - ١٩٤٠) : منظرٌ شيوعيٌ، ومناضل سياسي روسي، يتحّدر من البورجوازية الإسرائيلية السوفيتية: شارك في ثورة بترسبورغ عام (١٩٠٥) وأعلن نظرية (الثورة المستديمة) التي تضع مقاليد السلطة والحكم بأيدي البروليتاريا، وتلحّ على ثورة البروليتاريا الأوربية وأسس جريدة (البرافدا) (- وتعني الحقيقة-) في منفاه في النمسا (عام ١٩٠٨)، وناضل ضد البلشفية لأجل تحقيق وحدة الديمقراطية الاجتماعية. وحينما عاد إلى روسيا عام (١٩١٧) انضم إلى جماعة البلشفييّن، وبعد الثورة الشيوعية أصبح تروتسكي مفوض الشعب للشؤون الخارجية، وحين عيّن مفوضاً للشؤون الحربية قام بتنظيم (الجيش الأحمر) عام (١٩١٨ - ١٩٢٠)، ثم (جيوش العمل) عام =