١ - الطفل يتدرج في عوالم ثلاثة: الأشياء- الأشخاص- الأفكار.
٢ - الأفكار وسيلة اندماج الفرد في المجتمع وتتقايس فيه العوالم الثلاثة جنباً إلى جنب وتتفوق إحداها على الأخرى وفق نمط الثقافة.
٣ - الشيخوخة انحدار من عالم الأفكار إلى الأشخاص إلى الأشياء {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا}.
٤ - الفرد يدفع ضريبة اندماجه الاجتماعي وكلما كان المجتمع مختلاً في نموه ارتفعت قيمة الضريبة.
ــ
لا يستطيع الإنسان المنعزل أن يعيش طويلاً في وحدته؛ دون أن يصنع لنفسه وفي فترةٍ من الزمن محدودة بالضرورة، التجربة الأزليّة التي بها يتكيّف المجتمع مع بيئته (١).
فإمّا أنْ تبدأ مغامرتُه انطلاقاً من صفحة بيضاء خاليةٍ من الأفكار مثل (حي بن يقظان)، وإما انطلاقاً من صفحة بيضاء خالية من الوسائل والأشياء
(١) إذا عزل الطفل، منذ ولادته، تصبح إعادة تكييفه مع الحياة الاجتماعية أمراً بعيد الاحتمال، بل ومستحيلاً. وهذه حالة (الطفل المتوحش) التي قام بدراستها بعض علماء الاجتماع مثل (واطسون Wason) وهنا يعني أنّ موضوع حي بن يقظان مجرّد رؤية فِكريّة.