للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التي غطت الفترة ما بين ١٩٦٥ - ١٩٦٧ تمثل تراجعاً محضاً سواء في تصورها العام أو في الظروف المتوقعة لتنفيذها)).

إننا في صميم المشكلة إذ التخطيط في بلد مسلم يمكن له أن يتخلى عن موقع بدلاً من أن يكتسب موقعاً. علينا أن نعمم هذه النتيجة المؤلمة في العالم الإسلامي.

فحينما يتزايد الشذوذ بسبب الموارد المتوفرة وكفاءة المخططين غير العادية فإن هذا الشذوذ يستلفت انتباهنا بصورة أكبر.

فأندونيسيا توفر لها هذان الجانبان: موارد أرضها ومساعدة الدكتور Dr. Schacht (١) لتحقيق الشروط الفضلى لإقلاعها، إنما لم تصب رياح الإقلاع.

حتى فكرة التخطيط التي أثبتت نجاحها بصورة مدوّية في العديد من البلاد الأخرى كالاتحاد السوفيتي والصين الشعبية تفقد كل معناها في أندونيسيا رغم أفكار وخبرة المخطط ووفرة الموارد.

وفي عام ١٩٥٥، كان في استطاعة مؤتمر باندونغ (٢) ان يعد نظاماً اقتصادياً صالحا لإفريقية وآسيا لو أنه أخذ في اعتباره الفشل والنتائج السلبية لهذه التجارب حيث كان يمكن على الأقل أن يستخرج فائدة من دلالتهما المعبرة.

كان ينبغي على المؤتمر أن يدخل شيئاً من ترتيب الأفكار ك كيما يستفيد من تجارب الماضي ومن الأفكار الجديدة في تحديد وجهة جديدة للاقتصاد الإفريقي الآسيوي كانت تنقصه على وجه للتحديد.


(١) الدكتور (شاخت Horace Schacht) : اقتصاديٌّ، ورجل سياسةٍ ألماني (١٨٧٧ - ١٩٧٠م). شغل العديد من المناصب في ألمانيا (رئيس البنك المركزي، وزير الاقتصاد)، ثم عمل مستشاراً اقتصادياً لدى حكومات دولٍ عدة، منها: سورية، وأندونيسيا، وإيران، ومصر.
(٢) عُقد مؤتمر باندونغ في أندونيسيا من (١٨) إلى (٢٤) نيسان/ إبريل (١٩٥٥)، وجمع ممثلي (٢٩) دولة من دول العالم الثالث: في آسيا، وإفريقيا. كان يهدف إلى الاتفاق على سياسةٍ مشتركةٍ للتعاون: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وإلى تحديد موقفٍ مناهض للاستعمار.

<<  <   >  >>