للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأبي تمام: [من الطويل]

إليك أرحنا عازب الشّعر بعد ما ... تمهّل في روض المعاني العجائب

غرائب لاقت في فنائك أنسها ... من المجد فهي الآن غير غرائب

ولو كان يفنى الشّعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في السّنين الذّواهب

ولكنّه صوب العقول، إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب «١»

البحتري [من الطويل]

ألست الموالي فيك نظم قصائد ... هي الأنجم اقتادت مع اللّيل أنجما

ثناء كأنّ الرّوض منه منوّرا ... ضحى، وكأنّ الوشي منه منمنما «٢»

وله: [من البسيط]

أحسن أبا حسن بالشّعر، إذ جعلت ... عليك أنجمه بالمدح تنتشر

فقد أتتك القوافي غبّ فائدة ... كما تفتّح غبّ الوابل الزّهر «٣»

وله: [من الطويل]

إليك القوافي نازعات قواصدا ... يسيّر ضاحي وشيها وينمنم

ومشرقة في النّظم غرّ يزينها ... بهاء وحسنا أنّها فيك تنظم «٤»

وله: [من الطويل]

بمنقوشة نقش الدّنانير ينتقى ... لها اللّفظ مختارا كما ينتقى التّبر «٥»


(١) الأبيات له في الديوان (ص ٤٧)، من قصيدة يمدح فيها أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي مطلعها:
على مثلها من أربع وملاعب ... أذيلت مصونات الدموع السواكب
والعازب من الكلأ: الذي لم يرع قط ولا وطئ. وعازب الشعر: الشعر ذو المعاني البعيدة المرمى التي لا يهتدي إليها إلا الفحول من الشعراء. ويقال: راحت الإبل، فرواحها هاهنا أن تأوي بعد غروب الشمس إلى مراحها الذي تبيت فيه. والفناء: هو ساحة أمام البيت.
(٢) منمنما: مزخرفا ومنقشا.
(٣) في نسخة «تنتثر» وهو الصحيح.
(٤) تسيّر من السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور وقيل: برود يخالطها حرير.
(٥) الديوان (١/ ٣٤٤) يمدح الخضر بن أحمد.

<<  <   >  >>