وخرجنا، فإذا الناس من العجم والعرب والتركستان والأفغان لا يحصر عددهم إلا الله تعالى.
وكان خروجنا بعد الظهر يوم الخميس.
ثم أتى بي الشاه مرة أخرى، فدخلت على تلك الحالة الأولى، ولم يزل يأمرني بالتقدم حتى قربني منه أكثر من الأول، فقال لي:
ـ جزاك الله خيرا، وجزى أحمد خان خيرا، فوالله ما قصر في إصلاح ذات البين، وإطفاء الفتنة، وحقن دماء المسلمين. أيد الله سلطان آل عثمان وجعل الله عزه ورفعته أكثر من ذلك.
ثم قال لي: يا عبد الله أفندي لا تظن الشاهنشاه يفتخر بمثل ذلك وإنما هذا أمر يسره الله تعالى ووفقني له حيث كان رفع سب الصحابة على يدي مع أن آل عثمان منذ كان السلطان سليم إلى يومنا هذا ـ كم جهزوا عساكر وجنودا، وصرفوا أموالا، وأتلفوا أنفسا، ليرفعوا السب - فما توفقوا إليه.
وأنا لله الحمد رفعته بسهولة. وهذه القبائح (كما تقدم) نشأت من الخبيث الشاه إسماعيل، أغواه أهل الأهجان ولم تزل إلى يومنا هذا.
فقلت له: إن شاء الله تعالى ترد العجم كلهم إلى ما كانوا عليه أولا من كونهم أهل السنة والجماعة.
فقال: إن شاء تعالى، لكن على التدريج أولا فأولا. (ثم قال لي): يا عبد الله أفندي، أنا لو أفتخر لافتخرت بأني في مجلسي هذا عبارة عن سلاطين أربعة: فأنا سلطان إيران، وسلطان تركستان، وسلطان الهند، وسلطان