فهناك موقفان ممكنان: إما أن ننتظر حتى تتحقق الشروط من تلقاء ذاتها، وإما أن نعدها نحن بطريقة إيجابية.
وعليه فإن المشكلة الرئيسية؛ هي أنه لكي نتخلص من الاستعمار، يجب أن نتخلص من القابلية للاستعمار، وأن نكف عن نسج الخرافات. إننا لم نبرأ حتى الآن من (ذهان السهولة) ويدلنا على ذلك أنني- وأنا أكتب هذه السطور- وقعت عيني على آخر ما كتب خاصاً بسياسة شمال إفريقية، فإذا به نداء إلى الأمم المتحدة، وهجوم على الاستعمار (١)، وليس فيما قرأت توجيه جديد أو إشارة إلى الوسائل المادية، أو تحديد للجهد اليومي الضروري لتغيير عوامل القابلية للاستعمار، للقضاء على عوامل الاستعمار.
وإنما يجب أن نقرر أن قضية فلسطين قد أيقظت الوعي العام من خدره، ونحن نرى فيها المحور التاريخي الذي أخذ العالم الإسلامي يدور حوله باحثاً عن اتجاه إيجابي جديد.
...
(١) انظر هذا المقال في العدد الصادر في ٣ من شباط (فبراير) ١٩٥٠ من صحيفة الجمهورية الجزائرية.