للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل المثبتين والنافين، وكان الرازى من المثبتين للنسخ والمدافعين عنه بكل وسيلة.

[النوع الثانى من النسخ عند الرازى]

: (١)

وهو ما كان المنسوخ هو التلاوة فقط دون الحكم، أى بقاء حكم الآية مع عدم وجود نصها وتلاوته، كما يروى عن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- أنه قال: كنا نقرأ آية الرجم، «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالا من الله، والله عزيز حكيم» (٢)، وزاد الرازى عن أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- كنا نقرأ فى القرآن «لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم».

ومنه ما روى عن أنس- رضى الله عنه- أنه نزل فى قتلى بئر معونة «أن بلغوا عنا إخواننا أنا لقينا ربنا، فرضى عنا وأرضانا» (٣).

وهذا النوع من النسخ يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول (٤).

النوع الثالث من النسخ عند الرازى (٥) وهو نسخ الحكم والتلاوة معا

، وهو ما يروى عن عائشة رضى الله عنها- أنها قالت: كان


(١) الرازى: المحصول ١/ ٣/ ٤٨٣.
(٢) ابن حجر: فتح البارى ١٢/ ١٣٠ ك الحدود، باب رجم المحصن.
- الصنعانى: سبل السلام ٤/ ٨.
- الشوكانى: نيل الأوطار ٧/ ٩٠.
(٣) بئر معونة قريبة من نجد، بعث الرسول جماعة من أصحابه يدعونهم إلى الإسلام، فى جوار أبى براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة، فاستصرخ عليهم عامر بن الطفيل العامرى قبائل بنى سليم، وأحاطوا بهم وقتلوهم. راجع:
- السهيلى: الروض الأنف ٢/ ١٧٦.
- محمد فؤاد عبد الباقى: اللؤلؤ والمرجان ١/ ١٤٨.
(٤) الزركشى: البرهان ٢/ ٣٩.
- السيوطى: الإتقان ٢/ ٧٣.
(٥) الرازى: المحصول ١/ ٣/ ٤٨٥.
- مكى بن أبى طالب: الايضاح ٦٠.

<<  <   >  >>