المسلمين وأخذ أموال الناس، وأنا قمت لأميت المظالم وأرد الحق إلى أهله، فإن أردت تمام ما بيني وبينك فرد الظلامات إلى أهلها وادفع لأهل دلال دية ما قطعت من أيديهم.
وذلك أن جعفرا قطع أيدي ثلاثمائة رجل من أهل دلال على حجر بالمذيخرة يقال إن أثر الدم على الحجر إلى اليوم، فلما كان العام المقبل خرج القرمطي بالجمع الكثير فدخل المعافر فأمر جعفرا بلزوم نقيل بردان عند التعكر وخرج في لقائه أكثر من ألف فارس فانهزم القرمطي موليا إلى بلاد يافع فجمع جموعا كثيرة ورجع لهزم جموع جعفر إلى المذيخرة فتتبعه جعفر بصاحب تهامة فأنجده بغسكر عظيم فطلع حتى صار في موضع يقال له الراهدة بناحية عبهة فلما سمع به القرمطي خرج إليه في جنح الليل فظفر به وقتل جعفرا في الحوالة بنحلة.
قال محمد بن مالك الحمادي رحمه الله تعالى: وكان هذا جعفر بن إبراهيم ظلوما غشوما سفاكا للدماء وأنه قال في شعر له طويل قدر مائتي بيت في حرب كانت بينه وبين جعفر الحوالي في شيء من شعره:
إذا ما تجعظروا بطشنا بقدرة ... ونفعل ما شئنا وما نتجعظر